هل سيتم اقتناص ( اللحظة التاريخية ) في ابين ؟

  على الرغم من ما تمتلكه محافظة ابين من موارد طبيعية وبشرية كبيرة وموقع جغرافي مناسب الا انها تعيش حاله استثنائية هي ( الاسوء على الاطلاق )، مقارنه حتى بالوضع السيء في المحافظات الاخرى. 
  ولكي تدرك حقيقة ذلك ما عليك سوى السفر على طريق ابين والنظر الى يمين الطريق والى يساره. حيث ستندهش من حجم الخراب والدمار الذي سوف تشاهده. وسوف يذهلك عدد المشاريع المدمره والمتوقفه والمتعثره، على جانبي الطريق. ابتداءا بمصنع بحلس للسجاد, مرورا بهياكل مباني المدينة الزراعية، وهناجر مصانع الحديد، مرورا بمباني محطات المشتقات النفطيه المتوقفه، وبمصنع تعبئة البوتاجاز، ومحلج القطن، ومصنع تقطيع الاحجار، في جولة زنجبار جعار.
     واذا مريت الطريق الدائري فستذهل من هول الدمار في منشآت ملعب ابين الرياضي، وفي مباني مدينة الصالح. ومن الافضل ان لا تشاهد مصنع تعليب الاسماك في شقرة. 
     واذا ما  دخلت مدينة زنجبار فسوف تبكي على حالة مسرح ابين، وعلى الاقسام الداخليه لثانوية زنجبار. وعلى نادي حسان.
     ولن تجد دموع للبكاء على بقية الموسسات والمرافق الحكومية، والمصانع الخاصه والعامه والمشاريع الكبيرة والصغيرة، التي ستراها امامك مدمره، او منهوبه او متعثره. 
   وتعتبر ( شركة الوحدة للأسمنت المحدودة )، في باتيس. و ( فرن شاهر ) في زنجبار حالتين استثنائيتين نادرتين في المحافظة. فلا تزالان تعملان رغم كل الظروف الفضيعه التي تحيط بهما
   ولكن منذ يوم الخميس الماضي الموافق لتاريخ 25 اغسطس يتعرض مصنع اسمنت الوحده لاعمال التقطع والابتزاز من قبل مجموعة مسلحة تابعة للاخ/ عدنان حسين حنش الجريري. 
    وكما يوكد مصدر مسئول في الشركة، بان ادارة الشركة قد أبلغت جميع الجهات ذات العلاقة، وفي مقدمتها محافظ محافظة أبين بصفته المسؤل المباشر. ولكنه لم يتخذ اي اجراء -- حتى الان--.
  واكد المصدر المسؤل في الشركة، بان كافة الجهات الرسميه قد فشلت في توفير الحماية لشركة الوحدة للاسمنت في محافظة أبين. وهو الامر الذي ينذر بتوقف العمل والانتاج في الشركة. وحينها سيكون ( فرن شاهر ) هو الوحيد الذي سيبقى عاملا في المحافظة. 
    من وجهة نظرنا، تعود حالة ( السوء الاستثنائية ) التي تعيشها محافظة ابين الى ( الفشل الاستثنائي الذريع ) للقيادات المحلية المتعاقبة على المحافظة، وعجزها عن ( تفعيل آلية عمل الدوله)، من خلال تفعيل نشاط موسسات الدولة التنفيذية، والامنية، والقضائية، ( كآلية متكامله ), لحل المشكلات المتراكمة في المحافظة.
  لذلك فاننا نرى بان ( اللحظة التاريخية ) التي وفرها التوافق العسكري بين قوات الشرعيتين ( الجديدة، والسابقه ), يمكن استغلالها في معالجة المشكلة الرئيسة في المحافظة والمتمثلة في ( غياب آلية عمل الدوله، بكافة موسساتها التنفيذية والامنية والقضائية ). وهو الامر الذي يستوجب على مجلس القيادة الرئاسي ان يقتنص هذه ( اللحظة التاريخية ), وان يتدخل ( بفعالية وقوة ), لكي يعطي لمحافظة ابين ( الدفعه القوية )، التي تمكنها من تشغيل ( آلية عمل الدوله ) المتوقفه منذ زمن بعيد.
      فهل سيتدخل مجلس القيادة الرئاسي؟
            ام يتوقف حتى ( فرن شاهر )؟

مقالات الكاتب