عاجل:إصابة أربعة مواطنين بصعدة
كشفت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن إصابة أربعة مواطنين بمحافظة صعدةواكدت الجماعة ب...
كتب/عبدالرحمن انيس:
لقاء مع المقدم مياس حيدرة مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقوات الحزام الامني
في تمام الرابعة عصر السبت، سألني المقدم ميّاس الجعدني عما إذا كان بإمكاننا أن نلتقي بعد صلاة العشاء.
كانت عدة مواعيد بيننا قد أُلغيت من قبل، تارة بسبب انشغالي وتارة بسبب انشغاله، ولم أحب أن أضيع هذا الموعد مجددا ، قلت في نفسي: هذه فرصة للإقلاع عن القات هذا اليوم.
في الثامنة مساءً، التقيت مع المقدم مياس وهو أول لقاء بيننا، ترجل من سيارته وفيها عدد من المرافقين ، تصافحنا وركبت معه، ودار بيننا حوار ساخن.
مكافحة مخدرات ام تغيير المنكر
قلت له مباشرة: "يقول الناس إنك حوّلت إدارة المخدرات إلى هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هل هذا الكلام دقيق؟".
ضحك بصوت عالٍ، وقال:
"هذا غير صحيح ولو بنسبة 1%".
واصل قيادة السيارة، ثم أضاف:
"أنا أعمل في مكافحة المخدرات في جهتين؛ الأولى كمدير عام لمكافحة المخدرات في قوات الحزام الأمني بجنوب اليمن، والثانية كمدير عام للتحريات الخاصة بالمخدرات في وزارة الداخلية. لقد نذرت حياتي لمكافحة المخدرات، ولن أتوقف إلا بأحد أمرين: الإقالة أو أن أقضي شهيداً في الميدان".
مداهمات وتفتيش السيارات
مشينا بالسيارة على طول الخط الرئيسي في المعلا، فقلت له:
"وماذا عن ما يُقال حول مداهمتك للمتنزهين في السواحل وطلبك لعقود النكاح وما إلى ذلك؟"
أجاب ميّاس سريعاً:
"هذا غير صحيح".. ثم واصل:
"أنا لا أنزل إلا ببلاغ، وبحثاً عن مروّجي المخدرات ، حصل عدة مرات أن وصلتنا بلاغات عن مروجين في السواحل، فنزلنا وقبضنا عليهم ، وأثناء ذلك، كنت أرى سيارات تهتز بشكل مريب، فاقتربت منها ووجدت بداخلها شخصين في وضع مخل ، في مثل هذه الحالة، التي تكررت كثيراً، كنت أضبطهم وأتصل بأهل الفتاة ليأتوا ويأخذوها ، لكن لم يحصل ان نزلت خصيصا لضبط الشباب والفتيات".
سألته: "ولكن هل هذا من اختصاصك؟".
أجاب:
"أنا مأمور ضبط قضائي، وعسكري منذ عام 2007 ، إذا رأيت شيئاً مخالفاً للقانون في مكان عام يحق لي ضبطه، لكني لا أتصرف فيه، بل أقوم بإحالته مباشرة للجهة المختصة".
يسترسل ميّاس في الحديث:
"حين أكون في مهمة أمنية وأشاهد شخصاً يقتل أو يسرق، هل أمشي وأتجاهل وأقول هذا ليس من اختصاصي؟ كلا، أنا مأمور ضبط قضائي، ويجب أن أقبض عليه فوراً، لكن بعد الضبط أقوم بتسليمه للجهة المختصة، وهذا هو ما أفعله".
اللحية والتطرف
سألته: "هل لحيتك لها علاقة باعتبار البعض أنك متطرف؟"
أجاب:
"هذه اللحية اقتداء بالنبي، أنا من أهل السنة، مشايخي هم الألباني وابن باز وابن عثيمين والشيخ مقبل ، لست داعشياً ولا قاعدياً ولا متطرفاً، ولا أكفر الناس بالمعصية ، أنا مسلم سني وسطي، أمقت التطرف".
تأخير إحالة المتهمين الى النيابة
توقفت السيارة بالقرب من مطعم ، فقلت له:
"أنت متهم بتأخير إحالة المتهمين إلى النيابة العامة وعدم إحالتهم في الموعد القانوني".
أمسك بلحيته وقبضها وابتسم، ثم قال:
"شوف يا أخي عبدالرحمن، سأحدثك بكل صراحة ولن أخفي عنك شيئاً ، المتهمون بترويج المخدرات وتعاطيها تُحال ملفاتهم إلى النيابة أولاً بأول ، لكن هناك مشكلة وهي أن القانون اليمني لا يجرّم الحبوب المخدرة.
تخيّل أني أمسك بمروج حبوب فيضحك في وجهي ويقول لي: باتحوّلنا النيابة؟ باخرج، ما فيش مادة في القانون تحبسنا ، حتى المروجين صار عندهم ثقافة قانونية".
وأضاف:
"أعترف لك، وجدت أنه من الضروري أن يعاقَبوا ، هؤلاء مفسدون، والحبوب، خصوصاً 'البريجابالين'، مدمرة للشباب ، وإذا أحلتهم للنيابة، يستخدم محاموهم الثغرات القانونية ويستغلون أن القانون اليمني قديم جداً ولم يجرّم الحبوب، فتضطر النيابة إلى الإفراج عنهم لغياب النص القانوني ، هنا في موضوع الحبوب اعترف لك حصل تجاوز منّا، وأخرنا إحالة عدد منهم، وهذه حقيقة".
تفتيش الجوالات والقانون
سألته عن تفتيش الجوالات بدون اذن قضائي، فقال:
"حصلت تجاوزات منا، صحيح، خصوصاً جوالات بعض المروجين، فتشناها لأننا أردنا معرفة شبكات الاتجار بالمخدرات ، لكن توقفنا لاحقاً لأن محامي المتهمين طعنوا في إجراءاتنا باعتبار أن التفتيش لا يجوز إلا بأمر من النيابة.
حالياً، كل إجراءاتنا منسقة مع النيابة العامة ووفق القانون، لأن مخالفة القوانين لا يستفيد منها إلا مروّجو المخدرات".
طرق تهريب المخدرات
نزلنا لتناول العشاء ، قلت له اني ملتزم بحمية صارمة لانقاص الوزن ، ولذا سآكل لقيمات قليلة من باب جبر الخاطر ، قال لي ممازحا : أي جبر خاطر لقد ضربت علي ربت من الاسئلة .
سألته: "كيف تصل المخدرات إلى اليمن؟"
قال:
"الحشيش والشبو يأتيان من أفغانستان، وعبر المياه الدولية يصلان أولاً إلى المهرة، ومن هناك يتم توزيعهما على باقي المحافظات ، أغلب تجار المخدرات لديهم ورش لحام، يقومون بتعديلات على السيارات برفع البودي وإخفاء المخدرات في الوسط، وأحياناً تصل الكمية إلى طن أو نصف طن في السيارة الواحدة".
وكيف تعرفون ان السيارة محشوة ؟
أجاب : "أحيانا يفوح عرف الحشيش ، واحيانا يصلنا بلاغ استخباراتي ، لكن للاسف في كثير من الاحيان تمر مرور الكرام ، فنحن لا نمتلك أجهزة متطورة ، وموعودون بأن يتم توفير كلاب بوليسية لنا".
اتلاف المخدرات
ماهي كمية المخدرات التي أتلفتموها يا مياس، قلت له ، رد علي:
"أتلفنا خلال خمس سنوات كميات كبيرة من المخدرات، وهي:
4400 كيلو من الحشيش المخدر
101 كيلو من الشبو المخدر
56 كيلو من الهيروين
بالإضافة إلى ملايين الحبوب المخدرة الممنوعة"
المتعاطي ضحية أم مجرم؟
"هل تنظر إلى المتعاطي كضحية أم مجرم؟" ، سألته ، أجاب:
"المتعاطي ضحية.
حالياً، نبني أول وأكبر مركز لعلاج الإدمان، سعيت شخصياً وراء الأمر حتى حصلت على مكان المركز من وزارة الصحة، ثم جمعنا الدعم، ونجحنا في تأمين تمويل مادي من النائب أبو زرعة المحرمي ، سيكون المركز قادراً على استيعاب ما لا يقل عن 500 مدمن من الذكور و100 من الإناث، مع صالة رياضية وملاعب لكرة القدم والطائرة".
التحديات والدعم الحكومي
قلت له: "كيف تجد دعم الدولة لمكافحة المخدرات؟"
أخذ تنهيدة عميقة، ثم قال:
"أحياناً أشعر أن لسان حالهم يقول: مش وقت المخدرات الآن، وكأن هناك من يعتقد أن المخدرات تجعل الناس في غيبوبة عن المطالبة بالوظائف والأشغال ، بينما الحقيقة أن المخدرات هي المقدمة وبوابة لارتكاب أخطر الجرائم".
السجن الخاص
سألته: "ماذا عن سجنك الخاص؟"
أجاب:
"ليس لدي أي سجن خاص، هو سجن عام يتبع الحزام الأمني في الشعب، وليس خاصاً بي ولا خاصاً بمكافحة المخدرات".
رسالة أخيرة للناس
نظرت إلى ساعتي، كانت تقترب من العاشرة ليلاً. قلت له:
"سأختم هذا اللقاء، هل من شيء تريد قوله للناس؟".
أجاب:
"أنا ابن عدن، حريص على شبابها، ورقبتي مطلوبة لمافيا المخدرات ، لا أريد أن يظلمني أحد بالباطل .. التجاوزات تحصل، نعم، والأخطاء تحصل، نعم . إذا كان لدى أحد دليل، فليحاسبني، وانا جاهز للمحاسبة ، ومستعد لاي اجراء ان كنت مخطئا ، لكن لا تُطلقوا الاتهامات جزافاً".