الرئيس علي ناصر محمد يتوجه بالتهنئة وأطيب الأمنيات بالخير والسلام في عيد الفطر المبارك للشعب اليمني العظيم

كريتر سكاي/خاص:

أولاً، يطيب لي أن أتقدم بأصدق وأطيب التهاني للشعب اليمني في كل محافظاته ومدنه وقراه بحلول عيد الفطر المبارك ١٤٤٦ هجرية.

ثانياً، كما يعلم الجميع، وخاصة الأغلبية التي عانت وتعاني من الحرب والحصار والفقر، أن هذا العيد يأتي وسط آلام ومآسي الحروب والصراعات التي فُرضت على بعض البلدان العربية، وفي مقدمتها وطننا اليمني العزيز ، الذي عانى من حرب لم تتوقف ودخلت عامها الحادي عشر قبل عدة أيام.
لقد دُمِّرت الدولة ومؤسساتها وعملتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي، وهُمِّشت أدوار أحزابها ومنظمات المجتمع المدني والنقابات، وشُرِّد الملايين في الداخل والخارج، وأصبح أكثر من ٨٠٪ من المواطنين تحت خط الفقر.

لقد ثبت بالملموس أن المستفيد من استمرار هذه الحرب هم تجار الحروب بكل أطيافهم  الذين لا يريدون نهاية لها لان في نهايتها نهاية لمصالحهم الشخصية

ومع بشائر السلام التي تلوح في الأفق في السودان الشقيق الذي عانى من الحرب التي شردت اكثر من ثمانية ملايين نازح ولاجئ والآف القتلى والجرحى فإننا نأمل أن يستعيد الشعب السوداني الشقيق لحمته ووحدته الوطنية ونتمنى أن يسلك اليمنيون طريق السلام، الذي لن يتحقق إلا بتقديم التنازلات وبحوار يمني-يمني جاد لا يستثني أحداً من الذين يقفون مع وقف الحرب والسلام في وطننا العزيز، ويقفون مع المصالح العليا لشعبنا في إطار مؤتمر السلام اليمني المنشود، الذي سيؤدي إلى مصالحة وطنية شاملة تحقق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية.
لقد أثرت الحرب على جميع اليمنيين، حيث يعاني الموظفون المدنيون والعسكريون من وقف الرواتب منذ سنوات. إن لذلك تداعياته المتمثلة في انتشار الجرائم وتفشي الفوضى والإرهاب نتيجة لانعدام السلطة الواحدة وغياب المؤسسات، مما ترك جراحاً عميقة في جسم  الوحدة الوطنية. ومن الحقائق المرة والسوداء في نفس الوقت أنه لا توجد أسرة يمنية لم تتضرر من هذه الحرب.

وبهذه المناسبة، ندعو إلى مؤتمر للسلام في اليمن، وتاريخنا يشهد أن الشعب اليمني كان دائماً محباً للسلام والأمن والاستقرار والتنمية.
لقد أسس اليمنيون أعظم الحضارات، مثل حضارات سبأ وحِمْيَر وحضرموت وأوسان وقتبان وشبوة وغيرها من الحضارات، في ظل السلام وليس الحرب.
وبهذا الصدد، يجب أن نستفيد من حكم وحكمة الأجداد ونجعلها نهجاً لنا للسلام وليس للحروب والمصالحة، اللذين لا غيرهما يخرجان اليمنيين من الأوضاع الحالية وطرقها المسدودة التي تنذر بالمزيد من التشرذم واتساع الفجوات حتى بين من يعتبرون أنفسهم رفاق طريق.
لقد كانت الملكة بلقيس مثالاً للحكمة والشورى في أرض الجنتين، وبعد الإسلام قال الرسول ﷺ: "أتاكم أهل اليمن، أرق قلوباً، وألين أفئدة، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية"، وعلينا ألا نفرط في هذه القيم الكبيرة التي منحنا إياها الرسول الكريم.

هذه مناسبة لدعوة متجددة إلى أبناء وطننا الحبيب وإلى قياداته ليتوحدوا معاً في صنع السلام والتنمية، فالسلام هو الطريق الوحيد لإنهاء معاناة الشعب اليمني واستعادة الأمن والاستقرار المستدام وتحقيق التنمية والازدهار.

وفي هذه المناسبة، لا ننسى أشقاءنا في فلسطين، الذين يتعرضون لعمليات إبادة ومجاعة جماعية وتطهير عرقي منذ أكتوبر 2023، بل وقبله، ونؤكد على المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وبيروت وسوريا.
إن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتخلي إسرائيل عن العقيدة الصهيونية العنصرية التوسعية التي لا مجال لها في عالم اليوم.

عيد مبارك على الجميع، وأعاد الله علينا جميعاً هذا العيد وأمثاله باليمن والسلام والبركات، وكل عام وأنتم بخير.