اخصائيون : التزايد المطرد لحالات الإصابة بالأمراض النفسية باليمن بسبب الحرب والحالة المعيشية

عدن (كريتر سكاي) خاص - محمد عقابي


تنقسم الصحة عند الإنسان إلى الصحة الجسديّة والصحة النفسيّة، وللحصول على صحةٍ جيدةٍ يجب المحافظة على القسمين معاً لإرتباطهما المتجذر ببعض، وهناك الكثير من الناس يهملون الصحة النفسيّة ظناً منهم أنها لا تأثير لها وأن المقصود بالمحافظة عليها هو عدم الإصابة بالجنون أو الهلوسة، بينما لا يعلمون أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالصحة الجسدية، فالأطباء يربطون بين الكثير من الأمراض الجسدية والصحة النفسية، بل إنهم يصلون إلى الصحة الجسدية من خلال رفع قوة الصحة النفسية، في هذه المادة التحقيقية الصحفية فتحنا باب النقاش لتداول هذه القضية التي يعاني منها معظم ابناء الشعب اليمني حيث يقول الأخصائي في الأمراض النفسية د مانع سيف الخميسي في الغالب الأشخاص الناجحون في الحياة هم من يتمتعون بصحةٍ نفسية جيدة وبطريقة تفكير إيجابية، بينما الأشخاص الفاشلون هم من يعانون من الأمراض النفسية، وبسبب وتيرة الحياة المتسارعة ونمطها الأعتيادي ورتمها المعروف أصبحت الأمراض النفسية على اختلاف درجاتها من الأمور المرافقة للإنسان في هذه الحياة، فأصبح الكثير من اليمنيون خاصة الذين يعانون ويلات ونكبات وكوارث الحرب المستعرة وكذا معاناتهم جراء ظروفهم المادية الصعبة يلجؤون إلى المهدئات والأدوية التي تخفف من منسوب هذه الأمراض النفسية، ولكن السؤال الذي يجب ان يعرف إجابة الجميع هو كيف يمكن المحافظة على الصحة النفسية من غير اللجوء إلى الأدوية، فنحن نقول ان طرق المحافظة على الصحة النفسية تبدأ من الإلتزام بالطرق التي تؤدي إلى رضا الله تعالى مثل : الالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها، والصوم، والصدقة، وجميع الأعمال المحببة إلى الله تعالى، والإبتعاد عن المعاصي والآثام.

ويتابع بالقول : حُسن الظن بالله وزيادة الثقة في النفس وبالقدرة على حل جميع المشاكل، والتوكل على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب الى جانب التفكير بإيجابية والإبتعاد عن الأفكار السلبية التي قد تغزو العقل وتسبب له الكثير من الأمراض تعد ايضاً من الأمور المهمة للتخلص من هذه الآفة، كما أن القيام بالأعمال المحببة تزيد من قوة الصحة النفسية فعندما يقوم الشخص بما يحب فإن معنوياته ونظرته إلى الحياة تكون إيجابية بينما عندما يجبر على عمل ما لا يحبه فإن ذلك يسبب له الاكتئاب والنظرة السوداوية تجاه الحياة.


د صهيب ناصر العواضي يقول : من وجهة نظري ارى ان الإبتعاد عن تقليد الآخرين أو اتباع البعض يعتبر من أهم الأسباب التي تجنب صاحبها الإصابة بالأمراض النفسية، فعندما تكون للشخص شخصية قوية ومستقلة فإنه يكون أكثر إيجابية وقدرة على مقاومة ضغوطات الحياة وتحدياتها المتعددة والمختلفة.


ويستدرك بالقول : احترام النفس وتقديرها تعد ايضاً عاملاً مهم من العوامل التي تقي وتمنع الإصابة بمثل هذه الأمراض التي للأسف انتشرت وبشكل كبير بين أوساط اليمنيين خصوصاً في الآونة الأخيرة، فالصحة النفسية للشخص تنبع من نفسه أولاً قبل أن يحاول الحصول عليها من الخارج، فالشخص الذي يهين نفسه ولا يحترمها ويقلل من شأنها وأهميتها ويسمح لمن حوله بإهانته أو الاستهزاء به او السخرية منه ولو بقصد المزاح من شأنه التسبب بالاكتئاب، وبالتالي تدمير الصحة النفسية لذلك لا بد من أن يقوم الشخص بإحترام نفسه وذاته وفرض هذا الإحترام على الأشخاص المحيطين به، وكذا القيام بأعمال الخير التي تُدخِل البهحة والسرور في نفوس الناس مثل مساعدتهم على أداء بعض الأمور ومشاركتهم همومهم واحزانهم وكذلك مساعدة الأطفال والعجزة والمسنين، فهذه الأعمال تزيد السعادة لدى الشخص وترفع من معنوياته وتقلل من توترِه.


وقال : ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي في الهواء الطلق من الاشياء المهمة، فالرياضة تعمل على التخلّص من الطاقة السلبيّة التي تُختزن في الجسم نتيجة ضغوطات الحياة.


واختتم : هناك العديد من التقارير الصادرة من الهيئات الدولية العاملة في اليمن تؤكد الأنتشار الكبير لمعدلات الإصابة بالأمراض النفسية بين صفوف اليمنيين، وارجأت تلك التقارير اسباب ذلك الى الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحالة الحرب التي فاقمت الأزمة الإنسانية والفقر والمرض وتسببت في أتساع رقعتها على نطاق واسع بين سكان مختلف محافظات ومدن ومناطق هذا البلد النامي المتخلف.