عاجل:بيان عسكري للحو ثيين ردا على قصف صنعاء الليلة
اصدرت مليشيا الحوثيين بيانا جاء فيهرداً على استمرارِ العدوانِ الأمريكيِّ الغاشمِ على بلدِنا وفي ذكرى...
لن نستغرب لو علمنا أن وراء ما أصابنا و ما سيصيبنا من شر هو عقليات من يحكم و من بيده القرار السياسي و مع الأسف أن ذلك ما ترسخ لدينا على مر السنين بتغير الوجوه هنا أو هناك .
فأولى خطوات الحل للمشكلة هو الاعتراف بها ، و أسبابها و بالتالي سيكون ذلك رافد جيد لإيجاد الحلول النفعية الهدف منها تصويب المسار المعوج أصلاً ، اليمن لا يمتلك منظومة صحية تستند على القواعد الطبية البدائية ناهيك على ما تحمل من كمية فساد متخمة بها تلك العقول المُسيرة للمشهد عامةً و النابع أساساً من موورث سيئ لسنوات غابرة مضت .
المعروف أن المرض قد أصاب العالم بأكلمه و نحن يقيناً جزء أصيل من هذا العالم و علينا الاستفادة من طرق تعامل تلك الأمم التي تعرضت للجائحة بالشكل الأمثل على أقل تقدير بأن يُدعم ذلك برفع مستوى الوعي للمواطن من منطلق المسؤولية المجتمعية سيما في ظل غياب الدور المؤسسي للدولة .
فالوباء سريع الانتشار و لكنه في نفس الوقت أقل فتاكاً طالما و أن جُل الإجراءات الاحترازية الأولية هي بيت القصيد في آلية التعامل ، برغم كل ذلك فأن جائحة كورونا قد ركعت دولاً ذات شأن لا يستهأن به .
ما يحدث في عدن منذ فترة ليست بالقصيرة من ظهور أوبئة و أمراض و تراجع شديد في مستويات الرعاية الصحية ناهيك عن تردي ملحوظ في التعاطي المعلومتي لكل ماهو حديث من قبل الكادر الطبي علاوة على ترافق ما سبق أخيراً مع انتشار جائحة كورونا سيما و أن الأخير لم يكن له وجود حسب الإحصائيات منظمة الصحة العالمية (و في ذلك شك ! ) ، و طالما تأكدت أخبار تواجده في عدن ، فهذا يعني حقاً أننا أمام كارثة حقيقية .
فإذا استعرضنا المشهد الحالي دون أي انحياز سياسي لأحد الأطراف و بعيداً عن المماحكات الجهوية ، قبل أي شيء يجب إن تتحمل جميع الأطراف المتناحرة في مدينة عدن مسئولية انتشار الوباء، فعدن إلى ما قبل أسابيع قليلة كانت خالية تماماً من الفيروس، وكان يتعين إن تتخلى الأطراف المتنازعة فيها عن خلافاتها و تتركها جانباً ، و تتفرغ لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الجائحة ، منها إغلاق جميع المنافذ المؤدية إلى عدن خروجاً و دخولاً ، و تجهيز محاجر العزل التي تتناسب مع المعايير الدولي ( البعيدة عن المساكن و التجمعات البشرية )، وفرض الحظر الذاتي ، و غير ذلك من الإجراءات الاحترازية و كل ذلك يتسنى إلا بالسيادة على الأرض من أي مكون لا يهُم .
قد يعتقد بعض المختصين أن استراتيجية مناعة القطيع قد تفيد في اليمن و أنها ستكون الحل الرادع لهذه الجائحة ، و لكن و حسب نفس النهج فقد فشل هذا الأمر في بريطانيا البلد الذي يُعد واحد من أفضل دول العالم في مجال تقديم الرعاية الصحية تحت نظام طبي متطور ، فما بالك باليمن عامةً و عدن خاصةً و التي يعاني أهلها ما يعانيه من مستويات منخفضة في التغذية و الوقاية الأولية للأمراض المعززة بهبوط المناعة الذاتية .
و من يعتمد في دعم فكرة انحناء تيار المرض أمام بعض الإثنيات منها العربية استناداً في ذلك لما نشر عن جمعية المهندسين الوراثيين الأردنية ، فلا يوجد ثمة دليل على ذلك و المنطق ضعيف ( ركيك ) فالعرب أصيبوا في كل أصقاع العالم ، علاوة عن عدم وجود نشر بحثي رصين بذلك (Research Paper, Abstract , Article ) ..
د. رمزي القعيطي
أستاذ مساعد علم الأدوية