يوم خالد

في الأيام القريبة القادمة ، ستحل علينا ذكرى عظيمة ؛ وخالدة، ألا وهي الذكرى ال 59 لثورة 14 اكتوبر المجيدة ؛ هذه الثورة المباركة ترسخت بالدماء الزكية والطاهرة، التي روت هذه الأرض المباركة، لقد قدم شعبنا كوكبة من خيرة الشباب الذين وهبوا أرواحهم الطاهرة، لهذا النصر العظيم ؛ ولعدالة هذه القضية، التي كانت ومازالت نبراسا لهذا الشعب العظيم المجاهد ، الذي لا يكل ، ولا يمل ، من أجل هدفه السامي ؛ والنبيل ، قدم شعبنا الجنوبي قافلة من الشهداء ، الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ؛ هؤلاء الرجال العظام ، سيظل التاريخ يكتب اسمائهم باحرف من نور ...  وذلك لقول الله تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم ، ستبقى ذكراهم محفورة في قلوبنا ؛ ووجداننا ؛ وفي مقدمة هؤلاء الشهداء بطل الثورة وقائدها الأبي ( راجح بن غالب البوزة ) ؛ ورفاق دربه : مدرم وعبدالقوي المفلحي ؛ والقردعي ؛ ونجوى مكاوي؛ والكثير الكثير من ابطال هذه الثورة الخالدة بخلود هؤلاء العظماء ، الذي سيخلدهم التاريخ عبر أجياله المتعاقبة . 
رحل الأستعمار البريطاني ؛ بعدما مكث مايقارب 129 عاما .... وأي استعمار له تبعات في جميع المجالات، الأقتصادية ؛ والسياسية ؛ والثقافية ؛ وفي شتى وسائل الحياة المختلفة ؛  وطبيعة أي استعمار يورث تركة ثقيلة لأي بلد استعمرها .....

وها هي تحل علينا هذه الذكرى العظيمة؛ ال 14 من اكتوبر ؛ وشعبنا الجنوبي يرزح تحت الأحتلال الثاني أي بما يسمى بالأحتلال " الشمالي " الذي عاث في أرضنا كل انواع الفساد وارجعنا الى الخلف عشرات السنين ؛ وهذا الأحتلال الهمجي العنصري ، الطائفي ، فاق الأحتلال البريطاني؛  ولسبب بسيط لأنه جاهلي متخلف مقيت وظل شعبنا يذوق مرارات العيش ، الذي اوصلنا الى مانحن فيه من . "جهل+ فقر + قتل = مأساة إنسانية لا أول لها ولا أخير " وفوق كل هذا وذاك صار الجنوب تحت الوصايا لما يسمى بالتحالف الثنائي "السعودي الأماراتي" وهذا مازاد الأمور تعقيدا وآلام وجروح ؛ ومازال جرحنا ينزف وهذا هو قدرنا ؛  لكن النصر قادم ؛ وثمن الحرية كبير ؛ لن يقدر الظالمون إن يقتلوا أرادة شعبنا الجنوبي الحر الأبي ؛ وإنها لثورة حتى النصر  .

مقالات الكاتب