حكمة الرئيس ناصر ورهاب البعض !!

تابعت كغيري مقابلة السيد الرئيس اليمني الجنوبي علي ناصر محمد على شاشة قناة BBC في برنامج "بلا قيود"، ولم أجد إلا ثباتًا على الموقف ورجاحة عقل وشجاعة طرح تعودنا دائمًا عليها من سيادة الرئيس ناصر. وعلى الجانب الآخر، بحثت عن مبرر واحد لهجوم البعض على الرجل، ولم أجد !

ما تفضل به السيد الرئيس حديث ليس جديدًا، فقد سبق وطرحه الرجل في أكثر من مناسبة ومبادرة ومقابلة، وفي لقاءات عامة وخاصة. وهو حديث يعبر عن تمسك الرئيس ناصر بمواقفه الوطنية وقناعاته في مواجهة تحديات تعصف بالوطن منذ توقيع اتفاقات الوحدة في العام 1990م!

أعدت استماع المقابلة مرة أخرى، ووصلت إلى نفس النتيجة، وهي أن حديث الرئيس ناصر لا غبار عليه، وهو يمثل كل شرفاء الوطن. فقد تحدث عن ضرورة استقلالية القرار الوطني، وطالب الأشقاء بأن يكون لهم دور إيجابي لمساعدة اليمن وأهله للخروج من محنتهم. وقال إن الحديث عن دولة في ظل واقع المليشيات المسلحة هو حديث غير واقعي، وإن الضرورة تتطلب أن يكون لليمن رئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد، وأعتقد أن هذا لا يختلف معه فيه عاقل!

عُرف الرئيس ناصر بقوة تمسكه بقناعاته وبواقعيته وتعاطيه مع القضايا بعقلية القائد الذي يمتلك مؤهلات وملكات القيادة، تحفهما كاريزما تضع الرجل في مكانة خاصة، كرجل عاصر مراحل تاريخية هامة، ووضع حجر الأساس لإنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية على مدى سنوات تواجده على رأس السلطة أو في مفاصلها. وكلنا يعرف أن الرئيس ناصر تحدى طوفان الحماس والمبالغة والشطط والتطرف، ولم يرفع شعار التحرير والاستقلال للجنوب، ولا شعار استعادة الدولة، بل وضع مشروعه الذي أثبتت الأحداث والأيام أنه المشروع العقلاني القابل للتنفيذ، وذلك عبر مؤتمر القاهرة المنعقد في العام 2010م!

وإن كان هناك ما يمكن أن يكون لنا ملاحظة أو تعليق حوله في طرح الرئيس، وهو نقطة مشاركة جماعة أنصار الله وجماعة الانتقالي في الحكم، والتي وردت في حديث السيد الرئيس، فالملاحظة تتلخص في اتفاقنا مع الرئيس شريطة دخول الجماعتين إلى الشراكة في الحكم كأحزاب تمثل أعضائها، وعبر صناديق الاقتراع، وليس كممثلين للشمال والجنوب، لأن التمثيل يحتاج إلى مؤتمرات وطنية تتوافق فيها القوى على من يمثلها، ولا تتحقق بأدوات الاستقواء بالخارج أو بحشد أجساد من أرهقتهم متطلبات الحياة في الميادين، واستغلال حاجتهم، أو من خلال التحشيدات الفئوية والمناطقية والقروية والحزبية!

الحقيقة أن ظهور الرئيس ناصر بات يمثل صداعًا ورهابًا للبعض ممن يحلمون أن تكون الصدارة حكرًا عليهم، وممن يفتقدون إلى ملكات ومؤهلات وكاريزما القيادة، ويستشعرون ضئالتهم أمام الرجل. وفي اعتقادي، أن الرئيس ناصر حتى وإن ظهر صامتًا لدقائق معدودة على أي قناة، سيواجه نفس الحملات المشبوهة. وبالتالي، فإننا في اعتقادي قد نحتاج إلى إضافة مصالحة أخرى إلى كم المصالحات الهائل التي تعج بها قضايا الوطن، وهي المصالحة بين واقعية وحكمة وقوة قناعة الرئيس ناصر، وخواء وتذبذب ورهاب من يخيفهم ظهوره!!

           عبدالكريم سالم السعدي
              16 مارس 2025م

مقالات الكاتب

حسابات الاقليم بشان اليمن

حسابات الإقليم والعالم لا تقوم على أساس امنحوا صنعاء للحوثيين وامنحونا المُلك في عدن فهذه حسابات ضيق...

رسالة إلى أهلنا في أبين

نتابع تداعيات جريمة اختطاف المقدم علي عشال الجعدني والتي كان آخرها احداث الممدارة ونشعر بقلق حول تلك...