الذكرى 39 لٱم المآسي .. ومٱساة اليوم.

عندما نقول ان ٱحداث 13 يناير 1986م كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.. فنحن لا نجافي الحقيقة فجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قبل 13 يناير 86م اندثرت وتلاشت وذهبت في مهب الريح  وتوارى معها الود والٱلفة والتكافل والتكاتف الاخوي الذي كاد سائدا في اوجه بين أبناء الوطن الواحد الذين كانوا يتفاخرون بإعتزازهم بوطنهم فوق كل الاعتبارات . . وإذكر مرة وانا طالب ٱدرس في اكرانيا وكان يدرس معانا طلاب من جمهوربة كوبا.. وكانوا الكوبين يومها يتفاخرون بإنهم قلعة الصمود والتصدي في أمريكا اللاتينية لمواجهة الامبريالية وكنا نحن أبناء الجنوب ليس أقل منهم غرورا في التباهي بانفسنا وحزبنا وقواتنا المسلحة وكنا نرد عليهم بكل قوة وفخر واعتزاز بٱننا نحن كذلك قلعة للصمود والتصدي في الجزيرة العربية في مقارعة الرجعية والامبريالية .. وكنا نتحدى دول الخليج كلها ونخيفها ونرعبها وكانت لنا صولات وجولات قتالية ميدانية معها تم من خلالها توجيه رسائل واضحة للاشقاء في المملكة السعودية وسلطنة عمان بإننا جيش لا يهزم وزد على ذلك إيران التي حاولت التطاول علينا بدعمها لسلطنة عمان في الحرب التي كنا ندعم فيها الجبهة الشعبية لتحرير عمان عام 77م واسقطنا إحدى طائراتها واسرنا الطيار وجعلناها تنسحب وتعتذر وتحترم السيادة لاراضي ج ي د ش.. كنا جيشا يستمد قوته ليس من قوة دولته الاقتصادية ولا من تسليحه الحديث وإنما من عقيدته العسكرية وإيمانه الراسخ بأن السيادة الوطنية خط أحمر .. وكان عيبنا القاتل ٱنذاك إشراكنا للحزب في ولاؤنا للوطن.. هذا الولاء للحزب الذي جعل من الجيش فريسة سهلة للسياسين الحزبيين لتقسيمه مناطقيا وتشتيت ولائه فيما بين المنطقة والقبيلة والقرية.. حيث عمل السياسين في بلادنا بمبدٱ الحرب مواصلة للسياسة بمعنى ان مالم تستطيع تحقيقه بالسياسة يمكن تحققه بالحرب وهذا الكلام ينطبق على الحل مع الأعداء وليس فيما بين ابناء الوطن الواحد.. ولكن كما هي العادة في مصائبنا إن من يشعل فتيل الحرب الأهلية فيما بيننا هم من يتدخلوا بيننا من الخارج بهدف الإصلاح والصلح أمثال الأشقاء الفلسطينين والاشقاء اليمنيين ( الجبهة الوطنية ) واللذين كان ابرزهم جورج حبش وجار الله عمر اللذان كان لهما دور لا يستهان به في تأجيج الازمة الحاصلة في الحزب بين الأخوة ( الاعداء) وإشعال فتيلها .. وحصل ما حصل ولسنا هنا بصدد الكتابة عن ذلك بقدر ما نحرص على الكتابة عن نتائج تلك المٱساة التراجيدية التي قسمت ظهرنا وما نزال نعانيه من ذلك الانقسام حتى اللحظة هذه التي نشعر فيها بالوهن الدائم في مواجهات التحديات الماثلة التي تتطلب منا بٱن نكون ٱو لا نكون .. ٱن نكون قوة مثلما كنا زمان وهذا هو الحلم الذي يحلم به كل من عاصر مرحلة البناء لجيش ج ي د ش قبل أحداث يناير 86م لان الزمان غير الزمان والظروف غير الظروف  ولم تعد هناك عقيدة عسكرية موحدة يمكن إعادة البناء في ضؤها لجيش وطني جديد خالص الولاء للشعب والوطن في ظل تعدد الولاءات وإنعدام المركزية في اتخاذ القرار بسبب البند السابع الذي جاءت به الحرب عبر بوابة الأمم المتحدة واضحت بموجبه اليمن شمالا وجنوبا رهينة المحبسين ( الدول المتنفذة في الأمم المتحدة ودول تحالف الخليجي العربي في المنطقة) التي دخلت الحرب تحت مسمى إعادة الشرعية التي سلبتها المليشيات الحوثية من السلطة الشرعية في صنعاء في 21 سبتمبر 2014م وحنبت وسبخت في مناطق الجنوب المتحررة ولا عاد درينا هي مش قادرة تخرج ولا ما تشتي  تخرج في الوقت الذي وضعت فيه الحرب أوزارها في الكثير من الجبهات بعد تكشف النيات للولايات المتحدة الأمريكية وزبانينها بعدم الرغبة في حسم المعركة مع الحوثي وإعادة الشرعية إلى صنعاء وكذا عدم افصاح التحالف العربي الخليجي ممثلا بالسعودية والإمارات عن ماذا يريد من الجنوب بعد إن حسم امر تدخله العسكري في اليمن وبقاء الأوضاع كماهي عليه على قولة البدو ( لا مذكاء ولا حرج).. أوضاع يعيش فيها الشعب اسوى حال بينما الرئاسة والحكومة الشرعية يعيش اعضاؤها في أحسن حال.. فلوس بالهبل وسفريات مفتوحة لكل الدول  بلا رقيب ولا حسيب  ولا حياء ولا خجل من الشعب ولا خوف من الله.. وذلك كله طبعا في ظل ضروف غاية في الأهمية تتصاعد فيها المطالب الشعبية بالحسم الفوري للحرب المتٱرجحة مع المليشيات الحوثية في الشمال وإعطاء حق تقرير المصير لأبناء الجنوب في الانفصال وهو المطلب الذي يحمل اجندته المجلس الانتقالي والذي للأسف تواجهه تحديات أكبر من قدرته وطاقته على التفاوض والمناورة والضغط والانسحاب والتراجع لتحقيق بعض المطالب حيث نجد انه سلم امر إتخاذ قراره للحليف الوفي له وهو دولة الإمارات التي تدعم المجلس بقوة  بالمال والعتاد وترفض الاعتراف العلني بحقه في المطالبة بالانفصال وهو المطلب الذي تؤيده من الباطن ويصدقها الانتقال على أمل أن ياتي اليوم الذي تجهر فيه بذلك.. وهذا هو عشم ابليس في الجنة لٱن مثلما للٱنتقالي اجندته في الوقوف مع الإمارات وتنفيذه لها ما تريده منه في الجنوب فٱن الإمارات لها أيضا اجندتها التي لا تتفق مع انفصال الجنوب كدولة مستقلة ذات سيادة ولا ترى في ذلك خدمة لمصالحها افضل مما هو عليه الحال الذي لا يملك الانتقالي فيه القدرة على أن يقول لها لا بعد إن أصبح معتمدا عليها اعتمادا كليا في كل شيى.. ناهيك عن فقدان الانتقالي لبوصلة الاتجاه الصح لإعادة اللحمة الوطنية لأبناء الجنوب في مختلف المحافظات وجعل الانتقالي جامعا وطنيا لكافة القوى السياسية المؤيدة لحق تقرير المصير لأبناء الجنوب وهو الأمر الذي ترك المجال فيه متاحا لخوض منافسة الهيمنة والسيطرة في المحافظات الجنوبية بين الحليفين الخليجيين السعودية والإمارات حيث عملت السعودية على تجنيد وتشكيل مليشيات تابعة لها تحت مسميات العمالقة والعاصفة وكانت الحالة المادية المتردية لأبناء الجنوب التي اوصلهم إليها التحالف هي الأرضية الخصية لزراعة هذه المليشيات التي لا يستبعد كيان تشكيلها عن كيانات القوات المرتزقة التي تقاتل لأجل المال فقط بعد إن اضطرتها الظروف لذلك وحاجتها الماسة للالف ريال ابو عقال الذي يستلمه الجندي المستجد ويعادل في الجنوب رواتب إثنين ونص من عقداء الشرعية المعتقين من الاكاديمين الذين بلغوا الاجلين في الخدمة العسكرية.. ستظل تلاحقنا مأساة 13 يناير في الجنوب مثلما تلاحق المسلمين مٱساة مقتل الخليفة عثمان بن عفان منذ 1400 سنة.. 
    وللحديث بقية.. حتى لا تمل يا غالي