شركة الغاز اليمنية: من خدمة المواطنين إلى خدمة محسن وهيط والصهير سنان!

كريتر سكاي/خاص:

بعد دراسة عميقة كان محسن وهيط يبحث عن شخص ليكون بديلاً عن أولاد توفيق عبد الرحيم، مالك الغاز وأحد هواميره في المناطق المحررة، على أن يتمتع هذا البديل بسمعة طيبة في المناطق الشمالية الخاضعة لحكم الشرعية، وخلال بحثه، اكتشف شخصًا يُدعى سنان، وهو تاجر غاز وشريك وصهير لعبد الله محمود الصبيحي، ، وفتح محسن وهيط لسنان خطًا لتجارة الغاز في المناطق الشمالية للبيع عبر السوق السوداء، مستغلًا تشديد الحوثيين للرقابة على شحنات الغاز، كما أسس محطات جديدة هناك تحت اسم شركة الغاز اليمنية بمناطق الحوثي، والتي كان يُخصص لها حصصًا رسمية تُباع نصفها للمواطنين بالسعر الحكومي، بينما يُباع النصف الآخر في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

مع توسع نشاط سنان، وبعد ان كان يتمتع بشعبية وحاضنة اجتماعية في الشمال لانه حسب مايقول انه صهير محمود وبهذا نجح سنان في تكوين رأس مال ضخم بالشراكة مع محسن وهيط، وقام بتوسيع نشاطه بمحطة "الفرشة" في لحج بعد نجاحه في الشمال، توقف العمل بسبب خلاف حكومة صنعاء ومارب وقامت صنعاء باستيراد الغاز من خارج اليمن وهنا انتهى مشروعه وعاد الى لحج توسع سنان حتى وصل مخزون محطة الفرشة إلى أكثر من 15 خزانًا، كل منها يستوعب ثلاث قواطر، أي ما يعادل 45 قاطرة المخزون باسم مخزون تعز، و يمون محافظة تعز بالكامل اسطوانات، مما أدى إلى توقيف محطات تجار آخرون بحجة أن دخول القواطر إلى تعز عبر طريق "هيجة العبد" غير آمن، رغم وجود طرق أخرى.

وظلت محطة الفرشة تستقبل عشر قواطر يوميًا، حيث يتم توزيع الغاز لمناطق الحوثي وتعز عبر سنان وشريكه، حتى أصبح أحد كبار تجار الغاز في اليمن، وخلال عامين فقط أسس سنان منظومة ضخمة وانتشرت محطاته بين تعز، إب، ذمار، الحديدة، وعدن، ليصل عدد المحطات المركزية التابعة له إلى 25 محطة، وفي اليوم الواحد كان سنان وشركاؤه يحصلون على أكثر من 20 مقطورة من الغاز، بالإضافة إلى 10 مقطورات مخصصة لتعز، أي ما يعادل ثلث إنتاج شركة صافر، وكانت تكلفة رأس المال اليومي لهذه العمليات تصل إلى 300 مليون ريال، وهو مبلغ ضخم يثير التساؤلات حول كيفية توفيره وتحويله إلى مأرب، رغم أن سنان كان يمتلك حسابًا مفتوحًا في منشأة صافر.

بعد أن أحكم سنان ومحسن وهيط سيطرتهما على تجارة الغاز،  بدأ سنان بالتوسع في مناطق الشرعية حتى سيطر على مأرب، حيث أنشأ حوشًا كبيرًا هناك سُمّي "حوش الصبيحي"، والذي كان يُستخدم لتخزين واحتكار الغاز، واحتوى الحوش على أكثر من 400 مقطورة غاز، وهو ما تسبب لاحقًا في واحدة من أكبر الانفجارات في تاريخ اليمن، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بجوار الحوش أدت إلى انفجار ضخم هز مأرب وخسر سنان بعض المقطورات، حيث كان أغلب هذه المقطورات تابعة لتجار آخرين وإلى الان لم يتم تعويض هؤلاء التجار.

وبعد هذه الحادثة، تدخل محسن وهيط مستغلًا نفوذه والقبائل لاحتواء الفضيحة، وأعيد فتح خط جديد لسنان في تعز، حيث أسس محطات كثيرة جديدة باسم ساسكو الوهمية وباسم القبيطة وباسم المقاطرة والمسراخ، وكلها أسماء وهمية بينما الغاز يصب في محطة الفرشة، وهذه عملية احتيال تهدف إلى التغطية على مخصص الفرشة، حيث يتم تهريب الغاز إلى مناطق الحوثي من هناك، نظرًا لقرب الفرشة من الدمنة والراهدة، مما يسهل تهريب الغاز إلى مناطق سيطرة الحوثيين حيث تباع بعشرون الف ريال قعيطي وقد تم تخصيص هذه المحطة لسنان بشكل حصري من قبل محسن وهيط و بغطاء محافظ تعز، حتى بدأ الرجل يهستر وطمع بالكثير لان شركة الغاز في مارب هو المتحكم بها وفاتح له رصيد بالمليارات وسحب على المكشوف وهذا ماساعده على الانتشار بقوة وزاد الطمع، وهل من مزيد، فهو لا يكترث لرأس المال أو التكاليف الأهم أن يسيطر ويعزز فساده ويقطع الطريق امام التجار الاخرين من التواسع أو العمل، وهذا احتكار فهو يريد بذلك أن ينهي المنافسة التي تصب لصالح المواطن ويستفرد بالسوق يبيع بالسعر الذي يشاء، وخير دليل القطاع المفتعل بأبين والذي جاء بسبب أن لديه احتياطي فائض بالفرشة ويريد أن يبيعه بسعر مرتفع.

ودخل سنان إلى عدن عبر بوابة لحج، حيث أنشأ حوشًا جديدًا واستورد 70 خزانًا مركزيًا، واستخرج ترخيصًا من شركة الغاز اليمنية تحت مسمى "مخزون استراتيجي" باسم شركة أوكتان لحج، كان يُزود يوميًا بعشر قواطر غاز، ولكن هنا بدأت اللعبة الحقيقية، تم خلق أزمات غاز عبر تقليل حصص المحطات الأخرى في عدن ولحج إلى النصف، كما تم دفع أموال لتمويل عمليات قطع الطرق، مما يعطل نقل الغاز من مأرب إلى عدن ويؤدي إلى نقص الإمدادات ثم استغلال الأزمة لبيع الغاز في السوق السوداء بأسعار خيالية، حيث وصل سعر الطن إلى 900 ألف ريال، ما يعني أن سعر الدبة الواحدة بلغ 9,000 ريال بيع لتجار ومحطات الطرمبات ، مما تسبب في طوابير طويلة  للحصول على الغاز وبسعر عشرة الف ريال للأسطوانة الواحدة بربح دبل، وبهذا فالقطاع الحاصل بخط شبوة- ابين، من أجل ان يتم تصفية المخزون وبيعه في السوق السوداء بالإضافة لتعزيزه بكميات يومية، وبذلك يكون ربح سنان وبن وهيط ملايين الريالات لا تذهب لخزينة شركة الغاز وانما لحسابات شخصية تابعة لوهيط وسنان.

وبعد تحقيق أرباح هائلة من احتكار الغاز، بدأ سنان وبن وهيط بالتخطيط لتوسعة سيطرتهما، حيث قاموا بفتح خط تهريب عبر لحج - يافع - البيضاء، حيث يتم تهريب الغاز إلى مناطق سيطرة الحوثي عبر محطة وأحواش باسم "أوكتان يافع"، وهي نفسها "أوكتان لحج"، وهذا دليل واضح على مخطط التهريب الذي يتخفى خلفه سنان وبن وهيط، إضافة إلى ذلك، هناك أخبار تفيد بأنه سيتم قريبًا استيراد خزانات جديدة بسعة 200 قاطرة، مما سيمكنهما من إحكام قبضتهما على تجارة الغاز في مناطق الشرعية على حساب التجار الآخرين والمواطنين.

وبهذا نجح محسن وهيط في اختيار الشخص المناسب لفساده وعبثه بالشركة اليمنية للغاز ليكون واجهته التجارية، وهو سنان الذي يدّعي أنه "صهير عبدالله الصبيحي"، بينما الحقيقة أنه استغل اسم الصبيحي أبشع استغلال، دون أن يكون للأخير أي علم بما يجري، فهو رجل وطني يشهد الجميع بنزاهته وإخلاصه، نأمل أن تصل رسالتنا إلى الرأي العام وإلى القائد محمود، ليدرك أن هذا الاحتكار يضر بالمواطنين ويمس حياتهم، كما أنه يقطع أرزاق العديد من التجار.