"دماج": نحتفل اليوم بعد سنوات من التغول الاستبدادي لنظام 7-7 الذي أفرغ الجمهورية والثورة والوحدة من كل مضامينها

في كلمته بمناسبة الذكرى 56 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة معالي وزير الثقافة الأستاذ/ مروان دماج:

 انه لمن دواعي الغبطة والسرور ان يقف المرء ليتحدث من هنا من مدينة سيئون في ذكر ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة، واليوم اكثر من أي يوما اخر ندرك القيمة الخالدة لتلك الثورة التي تكللت بالاستقلال في الثلاثين من نوفمبر، وتوحيد ازيد من خمسة وعشرين سلطنة ومشيخة في دولة وطنية واحدة حديثة وعصرية ومعبرة عن مصالح السواد الاعظم من ابناء الشعب.

الثورة المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان قبل اكثر من ستة وخمسين عاما، لم ترد فقط التحرر من الاستعمار البريطاني والاستقلال وبناء جمهورية مستقلة بل سعت الى جعل الدولة دولة عموم الناس وسعت الى خلق مواطنة متساوية يتمتع فيها الجميع بنفس الحقوق والواجبات .

واذا كنا من موقعنا اليوم نستطيع ان نوجه العديد من اوجه النقد لتجربة الثورة والدولة الاكتوبرية خصوصا لضعف الجانب الديمقراطي في التجربة الوطنية، والطابع العنيف الذي طبع بعضا من مراحلها، فأننا لا نستطيع الا نقف اجلالا لذلك الجيل الفريد من المناضلين اللذين قارعوا اكبر إمبراطوريات التاريخ بريطانيا العظمى وصنعوا اول نظاما وطنيا وشعبيا في بلدنا بآفاق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، واللذين استطاعوا التعالي على كل ظروف التخلف الاجتماعي الشامل والنزعات القروية والعشائرية، وسعوا رغم كل تلك الاوضاع لبناء جمهورية شعبية واجتماعية بمواطنة متساوية وعدالة اجتماعية وبأفق عروبي وانساني. 

نتذكر كل ذلك واليمن تواجه ردة رجعية تنتمي للعصور الوسطى هي الحركة الحوثية السلالية والطائفية والمناطقية المدعومة من نظام الملالي العنصري والطائفي في ايران، ونحن نشاهد وبعد سنوات من التغول الاستبدادي لنظام 7-7 اربعة وتسعين الذي أفرغ الجمهورية والثورة والوحدة من كل مضامينها وأطاحت به انتفاضة الشعب المجيدة في ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م، نرى انفجار النزعات قبل الوطنية والعشائرية والماضوية، فنزداد ادركا لقيمة ثورة اكتوبر ولعظمة رجالها الاستثنائيين وكبر همتهم وصلابة عزيمتهم.

وندرك ان المهام التي وضعوها على جدول اعمال التاريخ، مهام الحرية والاستقلال والكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية لازالت على جدول اعمال كل ابناء الشعب المخلصين .

واليوم وكل الشرفاء المخلصين من ابناء الشعب بقيادة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي يستجمعون الطاقات ويوحدون القوى في مواجهة المشروع الرجعي الطائفي المتخلف الذي تمثله الحركة الحوثية ومن ورائها ايران، فأنهم يستهلمون ثورة اكتوبر المجيدة ورجالها الافذاذ.. وبقوة العدالة والحق وبدعم الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية فأننا ولا شك منتصرون ..

عاشت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 

المجد والخلود لشهدائها الابطال