سلطة الجماعة في الحكم
تبالغ "السُّلطة السياسية" وجماعتها الدينيَّة الموغِل ذهنها في الماضي بتعصبها لصالح المجتمع المغلق ال...
اليوم خُطب الجمعة في بيوت الله باتت تستهدفنا تلميحا وتصريحا، بل وفي بعضها يتم ذكر اسماءنا والتحريض ضدنا وعلى نحو صارخ وفج، وسط ذهول واستغراب سامعيها.. ماذا دهى ولاتنا؟! وإلى أين يريدون الذهاب بنا؟! وبشعبهم المثقل بالحديد والنار والجوع؟!!
لا مجال للقول إن ما حدث ضدنا من تحريض عريض هي تصرفات فردية، ونحن نعلم إن التوجهات العامة لخُطب الجمعة تأتي مركزية من سلطة يفترض أنها ترعي حقوقنا لا أن تحرّض علينا العوام في المساجد، وذبابها في وسائل التواصل الاجتماعي، وإعلامها في الفضاء العام؛ لمجرد حرصنا على ما بقي لنا من قوت وحقوق..
تركتم المعاناة تثقل كواهل مواطنينا دون حسيب أو رقيب.. تجهمتم في وجوهنا، واطلقتم الفساد "المبهرر" على رسله.. وحبال الجرع والجبايات اطلقتموها على غواربها، وتركتكم الفاسدون يتغولون على بقايانا.. يلاحقونها في كل ملاذ، ويجهدوننا بكل ثقيل ومميت.. بات الفساد مهول ومتحدِّي، وأنتم تحمونه وترعونه رعاية الأم والأب والرب..
نحن لم ندعوا يوما إلى عنف أو حرب أو حمل السلاح ضدكم، ولكننا دعوناكم فقط إلى وقف الفساد الذي ساد، والنهب الذي فحش.. دعوناكم إلى التعامل بمسؤولية مع هموم شعبكم، والتخفيف من معاناته التي باتت تتضاعف في أوقات قصيرة أو غير متباعدة.. قلنا لكم فقط أوقفوا الفساد "المبهرر" الذي لطالما تحدّانا ويقتات ما بقي من أقواتنا وحقوقنا..
لماذا تقلقون منّا وأنت الأعلم بنا؟! لا تقلقوا منّا.. لا تقلقوا من مدني أو ناشط حقوقي .. فهو بقدر ما هو اليوم ضدكم من أجل حقوق الناس، ستجدونه غدا أيضا يذود عن العدالة وينافح من أجلها، ويدافع عن حقوقكم عندما الهزيمة تمتطي ظهوركم، وتُهدر حقوقكم من قبل المنتصر.. عندما يدور الزمان ويكمل دورته أو يقول فيكم كلمته..
نحن فقط نذكركم بقوانينه ومواعظه.. خلاصة حكمة لمتعظ يتعظ .. ليس هناك من يستطيع سحق الزمان وتبديل قوانين المجتمع وتجاهل التاريخ وحقائقه.. من لم يتعظ هُزم وأنتكس وأنسحق.. أول الحقائق والمواعظ تلك "دوام الحال من المحال" مرورا بـ "لا مهزوم يفنا ولا منتصر ضامن بقاه" وليس آخرها "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك".
لا تقلقوا منّا؛ فنحن لا نحقد ولا نعظ ولا نثأر ولا ننتقم ولا ننكر حق ولا نجحد جميل.. فلماذا ترموننا بما ليس فينا، وتألبوا علينا دهمائكم والعوام ؟! تحرضون علينا المجتمع من مساجد كانت يوما تفعل وتلحق بكم ما تفعلوه اليوم بنا؟! العهد قريب، ولم يتقادم الزمن عليه بعد، فأي نسيان هذا الذي أصابكم بمقتل ومكين..
اليوم ومن أعلى المآذن يرموننا بباطل وبهتان، وينسبون لنا التهم الثقال.. يعلنون أسمائنا ويغررون العوام.. يعلنون علينا الجور العظيم والتهم الكذوبة بأننا مرجفين ونساند العدوان.. ومنهم من هدد وتوعد بالدم والموت، غير مدرك إننا ضحايا زمن جاء بأعفنه.. ضحايا تغرير وتاريخ أرادوا أن يعيدوه من أوله.. نحن نقاوم ونستميت في وجه فساد مهول. ولا نساند غير بقايا قوتنا الذي يُنهب بجُرأة..
أنا والنائب عبده بشر والقاضي عبد الوهاب قطران يرموننا بكل فرية ومزعوم أوّله إن لنا في المقام حصانة تحمي الحمى.. يا كذبة إبريل والشهور كلها.. نحن ننزف كل يوم وندفع ما بهظ.. حصانة "صبرت صبر الحجر في مدرب السيل وأعظم" ما أشبهنا بهذه الحجر ما أشبه صبرنا والحصانة بها.. حصانة لا حامي لها ولا فيها حمى.. يا لباطل لا يخجل ولا يستحي..
قطران اعتقلتموه وحبستموه وأرغمتموه على تأدية التمرين التاسع، وأنا ركلتموني بأقدامكم وضربتموني بأعقاب البنادق، وكل يوم يأتي أشد علينا من وجه قاطع الطريق، كل هذا حدث لأننا فقط احتجينا وأعلنا انحيازنا لحقوق الناس.. فيما بشر، أغلقتم بوجوهنا البرلمان كله، وهددتموه بالقتل، وأرغمتموه على الاستقالة؛ لأنه فقط نافس ونجح.. لا نمن ولكن فقط نذكركم بحق الحصانة المستباحة طولا وعرضا، والأهم أنكم لازلتم كل يوم تستبيحوننا وتستبيحون حقوقنا وكل حصانة تزعمونها..
وليتم علينا الفاسدين وساد الفساد في عهدكم على نحو غير مسبوق.. رعيتموه ودعمتموه ولازلتم تدعموه بإصرار وإمعان.. اليوم الشعب يجوع ويموت مجاعة، ولا نطلب منكم غير الحد الأدنى من احترامنا كبشر، والتعاطي مع أقواتنا ولقمة عيشنا وعيش شعبنا بمسؤولية..