امانة الصعد ومجوهرات صديقي

تواصل معي صديقي ذات صباح، عادل لديا اشياء ثمينة اريد نقلها من عدن الى الشعيب، استلمها ارجوك من جعفر انه يسكن احد احياء المنصورة اعطيته رقمك سوف يتصل عليك حدد له موقعك وسياتيك او انت اذهب اليه؛ لا عليك ولكن اخبرني ماذا تقصد بالثمينة !

ارجوك اخبرني لكي اكون على بينه قانا اكره الابهام والاشياء المجهولة، تطمن مجوهرات لاجل زفاف اخي وانت تعلم بانه ليس لدينا احد لكي ينزل الى عدن، ولكن انت تعلم بان لديا امتحانات في الجامعة ومن الصعب ان احملها الى الشعيب وخصوصا وان السفر يحتاج الى يومين على الاقل.

جلس برهة على الهاتف يفكر طيب ما رايك نرسلها مع احد الباصات فليكن ماهر الوره .. ممتاز ماهر شخص أمين وحريص على ممتلكات الناس أيضًا، اذا غلفهم بطريقة احترافية واعطهم له اتصلت بماهر ولسوء الحظ اخبرني بان باصه كان في الورشة وانه متوقف عن العمل ! اممممم اذا ما الحل !

عدت واتصلت مجددا بصديقي اخبرته بان ماهر موقف مؤقتا بسبب خلل في باصه لكن ماهر نفسه ارشدني الى سائق آخر لا اتذكر اسمه جيدا اسمه " الصعد " كان شاب ثلاثيني يرتدي سروال عسكري وجرم احمر مخطط لا اتذكر تفاصيله جيدا لكنه كان متعاون وقال لي في الهاتف لا تخف امانتك في حفظ الله ورعايتي.

قمت بغير عادتي في السادسة صباحا اتصلت بـ " الصعد " حدد لي مكانه في المنصورة ذهبت اليه واعطيته المجوهرات قلت له هذه هدية ثمينة وهذا رقم صاحبي في الشعيب اتصل به وقت وصولك هناك واياك ان تحطهم في اي مكان آخر احترس عليهم جيدا فالهدية باهضة الثمن.

انهيت مهمتي وعدت الى النوم تقريبا الى الظهر قمت الظهر و نسيت الهدية والتواصل مع صاحب الباص ذهبت سوق القات ولم اذكر الهدية وموضوعها الى العصر تواصلت بالصعد كان جواله مغلق اتصلت بصاحبي ايضا مغلق خشيت من ضياع الهدية او فقدانها حاولت الاتصال مرارا دون فائدة.

في الليل وصلتني رسالة انا صاحب الباص هديتك معي اتصلت على رقم صاحبك كان مغلق انا بكره راجع وسوف ارجعها معي، انا الصراحة خفت وتخيلت قيمة الهدية وموقفي امام صديقي جلس صاحب الباص يطمئنني ويقول موضوعك معي و بوجهي ابديت له ثقتي فيه رغم خوفي ليس من السرق حتى لا يذهب بالكم بعيد ولكن من الضياع او الاهمال او مشاغل الباص الكثيرة قلت له انا واثق فيك وانت خير من يحمل الموضوع.

في اليوم الثاني ذهب ولم يجد صديقي الذي راحت عليه نومه الى العصر و عاد صاحب الباص والهدية معه مجددا قيمتها تتجاوز 3 ملايين ريال وانا اول مره اعرف الصعد العظيم الذي كان امينا و حريصا على سلامة الهدية في اليوم الثالث قلت له حطها عند صديقي يحيى في الشعيب وفعلا حطها ولم يمل مني ومن اتصالاتي وازعاجي وكان يجاوب قلقي باسلوب هادئ ويقول لي لا تخاف امانتك برقبتي وكلام يرفع المعنويات وبقيت يومين وقلبي ممتلئ بالخوف و القلق لكن الصعد كان عند حسن الضن.

كتبت اليوم بعد ان سرقوا صديقي في مصر تذكرت الصعد وامانته وحرصه واسلوبه الرائع رغم اننا لم التقيه من بعد و لم اقدم له سوى رسالة شكر وكانه قام بواجبه معي ومع كل زبائنه لكنني كنت فخورا فيه وفي امانته وعبركم جميعا اوجه عظيم الشكر و التقدير له و كل المخلصين امثاله ربنا يحميهم ويبارك فيهم و يجنبهم كل شر !

#عادل_حمران
16/6/2022م

مقالات الكاتب

فجأة مات يوسف !

انا حزين يا يوسف، الشوارع والطرقات والطلاب والرفاق قلوبهم اليوم ممتلئة بالحزن، كيف رحلت يا صديقي، تس...

لن يجد أيوب عاشقًا كـ أبي!

ابي يحب الفنان الكبير ايوب طارش عبسي بشكل خرافي ويحفظ معظم اغانيه ان لم يكن جميعها، ويراه من المقدسي...

في مستشفى القاهرة !

في احد مشافي القاهرة كنا في قاعة الانتظار والمرضى كُثر من جنسيات مختلفة، وامام صمت المكان الشديد سمع...