جزيرة عبده الكوري... موقع استراتيجي وتحولات اقتصادية قادمة

تقع جزيرة عبده الكوري في موقع استراتيجي بالغ الأهمية، شمال غرب أرخبيل سقطرى ، بالقرب من واحد من أهم الممرات البحرية العالمية في خليج عدن وبحر العرب. هذا الموقع يجعل الجزيرة نقطة مراقبة طبيعية تطل على خطوط الملاحة الدولية التي تمر بها السفن التجارية وناقلات النفط في طريقها نحو البحر الأحمر وقناة السويس، ما يمنحها أهمية جيوسياسية وأمنية متزايدة في ظل التنافس الإقليمي على النفوذ البحري.

ورغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، تكتسب الجزيرة بعدًا اقتصاديًا مهمًا، حيث تعتمد على الثروة السمكية كمصدر رئيسي للدخل. يعيش سكان عبده الكوري، الذين لا يتجاوز عددهم بضع مئات، حياة بسيطة تقوم على الصيد التقليدي ورعي المواشي، معتمدين على الموارد الطبيعية المتاحة في بيئة بحرية وبَرّية ما تزال تحتفظ بعذريتها.

كما تزخر مياه الجزيرة بالشعاب المرجانية والمخزون السمكي، ما يجعلها منطقة غنية بالثروات البحرية التي لم تُستغل بعد بالشكل الأمثل. وفي الوقت نفسه، تظل الجزيرة جزءًا لا يتجزأ من الأهمية الاستراتيجية لأرخبيل سقطرى، الذي يُنظر إليه كقيمة جيواقتصادية مهمة تتحكم في بوابة بحر العرب وخليج عدن.