ابن أبين الشيخ ياسر القدس رحيل في درب البيحاني وحنين إلى عدن

كما ودعت تعز قبل سنوات الشيخ محمد سالم البيحاني ودعت اليوم ابنا آخر من أبناء أبين رجلا كان يحمل على عاتقه رسالة الدين والإنسانية الشيخ ياسر محمد ياسر القدس (أبو عمار) الذي رحل في حادث مروري بعد أن حمل جراح الظلم والمعاناة لسنوات طويلة
تعز هذه المدينة التي كانت وستظل حاضنة لكل أبناء الوطن ودّعت رجلا من خيرة رجال أبين رجلا كان مظلومًا في سجون عدن لخمس سنوات فقط لأن صوته كان صوت الحق ولأن رسالته كانت رسالة القرآن والخير والسلام
كان الشيخ ياسر القدس مدرسًا في أبين من أبناء جعار وخطيبًا بارعا لا يشق له غبار صاحب صوت عذب في تلاوة القرآن كان حلمه أن يصنع منارة إسلامية في عدن كما فعل من قبله الشيخ محمد سالم البيحاني ولكن كما رفضت المليشيات أن يقوم البيحاني بدوره رفضت أيضا أن يمارس الشيخ ياسر رسالته الدينية السامية
كان هم الشيخ ياسر كفالة الأيتام وتحفيظ الجيل الجديد كتاب الله كان يسعى لمساعدة الأسر الفقيرة دون أن يلتفت للسياسة أو ينغمس في نزاعاتها كان قلبه معلقًا ببيوت الله ولسانه يلهج بآياته، وعقله منشغلًا بخدمة الفقراء والمحتاجين.
رغم سنوات الظلم التي قضاها في السجن خرج الشيخ ياسر القدس متمسكًا برسالته وقرر أن يرحل إلى حيث رحل شيخه البيحاني إلى تعز ورغم راحته في تعز ظل قلبه معلقًا بعدن تلك المدينة التي أحبها ولم يستطع أن يودعها ولكن القدر شاء أن يُغلق عينيه في تعز تماما كما فعل البيحاني الذي مات بعيدًا عن عدن وهو ينشد أبياته الشهيرة:
"أحنُّ إليكِ يا بلد المعالي"
وكأن هذا الحنين ظل قدرًا مشتركًا بينهما حنين لعدن التي احتضنتهما في الدعوة والخطابة لكنها لم تشهد وداعهما الأخير
رحل الشيخ ياسر القدس لكن صوته الجميل في القرآن وخطبه المؤثرة وعمله في كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء ستظل شاهدة على رجل عاش لدينه ووطنه وكما رحل البيحاني قبل سنوات يرحل اليوم تلميذه تاركا وراءه أثرا لن يُمحى
سوف يزول الظلم قريبًا بإذن الله

مقالات الكاتب