تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وجبهات الداخل

كريتر سكاي: خاص

 

كتب إدريس البركاني:تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وجبهات الداخل...

الأبعاد والأهداف
يعيش اليمن والمنطقة العربية في هذه المرحلة واحدة من أخطر فصول التهديد الحوثي، مع تصعيدهم العسكري المتواصل في البحر الأحمر، وإطلاقهم الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه الملاحة الدولية، بالتزامن مع تحريك جبهات القتال في الداخل اليمني. هذا التحرك ليس عشوائيًا بل يحمل في طيّاته أبعادًا سياسية وعسكرية واضحة, تنذر بمخاطر كبيرة تتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي والقوى الوطنية.

الأبعاد السياسية:

1. فرض أنفسهم كقوة أمر واقع في أي مفاوضات قادمة، عبر رفع مستوى التوتر واستعراض القوة أمام
المجتمع الدولي.
1.    الظهور كوكيل إقليمي لإيران في معركة تتجاوز حدود اليمن، ومحاولة الترويج بأنهم جزء من محور مقاومة إقليمي ضد المصالح الغربية والإسرائيلية في البحر الأحمر، ما يمنحهم مكاسب دعائية ودعمًا لوجستيًا من طهران.
2.    ابتزاز المجتمع الدولي عبر التلويح بتهديد طرق التجارة العالمية, في محاولة لانتزاع مكاسب سياسية مقابل تهدئة الأوضاع.

الأبعاد العسكرية:

1. اختبار القدرات الدفاعية الإقليمية والدولية في البحر الأحمر، ورفع الجاهزية العسكرية استعدادًا لأي
مواجهة واسعة.
1.    تحسين الموقف التفاوضي ميدانيًا من خلال تحقيق مكاسب على الأرض في جبهات الداخل، خاصة في مأرب والضالع والجوف, لمحاولة تثبيت نقاط استراتيجية تُمكّنهم من المناورة.
2.    إرباك الداخل اليمني وإشغال القوات الحكومية والمقاومة بجبهات متعددة، ما يتيح لهم هامشًا
للحركة وزيادة نفوذهم.

ما الذي يريد الحوثيون تحقيقه؟

. فرض معادلة جديدة في البحر الأحمر تُمكّنهم من تهديد الممرات البحرية وابتزاز المجتمع الدولي.
• تعزيز وجودهم الميداني في الداخل اليمني من خلال تحريك الجبهات ومحاولة كسر خطوط الدفاع القوية.
. تشتيت الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية لوقف الحرب، وإفشال أي مبادرار " تمنحهم شرعية أو اعترافًا سياسياً.

•خدمة الأجندة الإيرانية في الإقليم عبر خلق أوراق ضغط إضافية في ظل الصراعات المتعددة التي تخوضها إيران عبر وكلائها.

ما يحدث اليوم ليس مجرد تصعيد عسكري تقليدي، بل هو جزء من مشروع سياسي وعسكري كبير يحمل في طيّاته مخاطر تهدد اليمن والمنطقة بأسرها. الحوثيون يسيرون وفق حسابات مرسومة بدقة من طهران، ويسعون لاستثمار هذا التصعيد في تعزيز مواقعهم التفاوضية، وفرض واقع سياسي جديد، على حساب أمن اليمن، واستقرار المنطقة، وسلامة الملاحة الدولية.
من هنا تأتي مسؤولية الجميع - عسكريين، إعلاميين، وسياسيين - في كشف هذه المخططات، ورفع مستوى الوعي الوطني، ودعم الجبهات، وتوحيد الكلمة لمواجهة هذا المشروع الإرهابي الذي لا يستهدف اليمن فقط، بل الأمة العربية كلها.