وفيات في عدن بحمى غامضة

منذ بداية شهر رمضان وحتى اليوم، تتسع رقعة الموت في مدينة عدن يوماً بعد يوم، مع اجتياح موجة عنيفة من الحُميات القاتلة، على رأسها الملاريا، حمى الضنك، التيفود، والحميات الفيروسية المجهولة، وسط غياب أي تحرك جاد من المؤسسات الصحية أو السلطات المحلية.

مصائب تنهمر على السكان من كل اتجاه!
وقال الناشط عبد المجيد القسيمي، إن ولد الدكتور أحمد الحبيشي أصيب بحمى شديدة، قيل إنها ملاريا، وأتبعها بسكتة قلبية مفاجئة، الله يستر على الجميع.
وفي منطقة صلاح الدين، قال أمين بن لزرق: توفيت زوجة ابن خالي بعد معاناة مريرة مع أعراض مشابهة، الحُمى كانت تفتك بجسدها حتى توقفت الحياة فيها.

عدن كلها تتنفس الخوف والمرض!
وأكد عدد من أبناء عدن أن الحميات تنتشر كالنار في الهشيم منذ بداية رمضان، ولا أحد يتحرك!
وقال جعفر بامقا: كل حي، كل شارع، كل بيت تقريباً، فيه شخص مريض أو تعبان. الفيروسات تنهش بأجساد الناس على حسب مناعتهم، والمواطنين بين نار المرض ونار الإهمال.

وين المسؤولين؟
وأكد الشاب صالح الاهدل: الإهمال وصل إلى مستويات مخيفة، لا حملات رش فعّالة، لا توعية، لا فرق صحية ميدانية.
الناس تُركت فريسة سهلة للبعوض الناقل للأمراض.

وقال محمد القميري: مدير المديرية وكأنه عايش في كوكب ثاني، ما شفنا منه أي نفع، ولا حتى خطة تدخل بسيطة من مكتب الصحة!.

المساجد.. مكان وداع يومي!
وأكد صبري بليغ أن المسجد اللي جنب بيتنا، في صلاح الدين شبه يومي نصلي فيه على جنازة! الوضع خارج عن السيطرة والناس تموت بصمت، بدون صوت ولا صدى.

حلول تزيد الطين بلّة!
وأوضحت لميس حسن أنه في المعلا، لجأوا إلى رش “ديزل حارق” يومياً الساعة 3 الفجر، بحجة مكافحة البعوض.
لكن النتيجة؟

النامس صار يهرب من الشوارع ويدخل البيوت!
الدخان السام يدخل للمنازل، يسبب كظَمات واختناقات، خصوصاً لمرضى الربو.
التهاب جيوب أنفية عند كبار وصغار، وحالات تحتاج لعلاج دائم بالأدوية.
وأضافت: حاولنا نوصل صوتنا للمسؤولين، لكن للأسف… لا حياة لمن تنادي.
كأن أرواح الناس ما تهمهم، وكأن عدن مش ضمن مسؤولياتهم.

رسالة أخيرة لكل من يهمه الأمر:

محمد سمير: الناس تموت، العدوى تنتشر، والكارثة تزداد…
نطالب بخطة طوارئ صحية فورية!
ويا ريت نلاقي مسؤول واحد عنده ضمير يخرج يسمع هذا النداء.

وقالت الناشطة إيمان عوض، في البريقه
اليوم ماتت صديقتي وكان بداية مرضها حمى ( سخونه )
وقبل يومين ماتت قريبتي وكمان حمى
وقبلها كمان وحده ماتت من بنات البريقه بسبب الحمى
ايش اللي حاصل في البريقه بالضبط ؟

وأكد محمد قمقام، أن حميات الموت أيضا انتشرت في لحج.

وقال ابو تركي الجريري: حتى في يافع سجلت وفيات وانتشار للأمراض، وسط مخاوف حقيقية من بلوغها حضرموت. الله يستر على الجميع.