البارك تنعي أحد رجالتها الاجتماعية : الحاج عبادي عاطف العلائي

كريتر سكاي/خاص:

بحزن عميق ودعت قرية البارك مساء يوم أمس الأحد 27 يونيو 2021 م رجلاً   
من أنبل وأجل َّ و أتقى رجالاتها الأوفياء والصادقين العم الحاج عبادي عاطف عوض بن الوعرة ، الرجل الذي كان أباً لجميع أهل القرية عرفه أهل البارك والمنطقة بنبل أخلاقه وعظيم صفاته محباً للخير وصاحب قلب حنون ونفس طاهرة ، وقد كان حليماً حكيماً شهماً كريماً سمحاً متواضعاً أحبه الصغير والكبير والعم الحاج عبادي عاطف هو أخر الطيبين القدماء من كبار السن التي خسرهم قرية البارك خلال السنوات القليلة الماضية وكانوا يشكلون واجهات  اجتماعية بارزة تعرفهم قرى المنطقة بطيب أخلاقهم ، وبرحيل هذه الشخصية الاجتماعية فقد خسرت البارك أحد خيرت رجالها الذي ارتبط إسمه فيها وعاش معظم حياته بين بنيانها وساكنيها وزروعها وخضرتها الجميلة وهواها العليل النقي 
......................................
العم عبادي عاطف عوض 
عاش طفولته راعيا للاغنام وفلاح في حراثة الأرض وعند بلوغه سن الشباب هاجر إلى الغربة بحثا عن لقمة العيش وتأمين مستقبل أولاده ، كان أول اغترابه إلى الكويت تقريبا في ستينات القرن الماضي ، وكان حينها أجور العمال ضعيفة في الخليج وتنقل الحاج عبادي بين الكويت السعودية والبحرين والتحق في الجيش بدولة قطر بضع سنوات وعاد إلى البلاد وتزوج ولم يعود إلى قطر وعمل فلاحا في الزراعة وفي العام 1985 هاجر إلى المملكة العربية السعودية لمدة سنتين وهي أخر غربة له عاد بعدها إلى البلاد ولم يهاجر  مرة أخرى 

وقد عاش الحاج عبادي عاطف طيبا كريما محترما خلوقا اجتماعيا محبوبا في البارك والمنطقة بأخلاقة الكريمة وطيب معشره وعلاقاته الطيبة مع الناس 
 ويملك روح الشباب وكان بيته مفتوحا ومجالسته طيبة وممتعة ودائماً يحب السمر والجلوس في مجالس الشباب
أتذكر تلك الأيام الجميلة التي قضيتها في البارك وكان معظم أوقات الفراغ نقضيه في مجلس الحاج عبادي عاطف ونقضي الليل في السمر على لعب الورقة المشهورة بين شباب البارك ، وكان الحاج عبادي عاطف يعلب معنا  الورقة إلى أوقات متأخرة من الليل وكان اللعب معه ذو حماس وانسجام ، ومجالسته فيها البهجة والسرور لطيب أخلاقه وطيبة قلبه واصالة منبته ...
وهو رجل صادق وصريح 
يتعامل مع الناس بعفويه وطيب واحترام نابع من قلبه الأبيض الطيب كان رجلا مبتسما وضاحكا يشاركنا قصصة الخاصة المضحكة والمسلية ، لا يحب الغيبة أو النميمة لا يحسد ولا يبغض أحد يحب الجميع 
رجل متواضع مع الناس ، محب لأولاده يلعب معهم ويمازحهم وعاش بينهم كأخ أو صديق وكان نعم المربي وقد أورث هذه الصفات الطيبة الحسنة لأبنائه وكان فخور بهم لأنه أحسن تربيتهم ونشأتهم ، والحاج عبادي من خيرت رجال قرية البارك  وقبيلة العلائي كان رجلا صالح ملتزم بدينه ومحافظا على صلواته ، 
كان آخر لقاء التقيه في البارك عام 2017 م وقد كبر سنه وعمره وقل نظرة وكان يمشي على عصاه وجلسنا نتجاذب أطراف الحديث عن القرية والماضي وسنوات عمره في الغربة وفي أعمال الزراعة الشاقة ، فارقته وكلي امل ان التقيه مرة أخرى للاستماع لكثير من تلك الأحاديث الجميلة حيث كان الوقت حينها ضيق جداً لأن الحاج عبادي عاطف كانت لديه ذاكرة ذهبية ومخزون كبير من الذكريات والمعلومات التي كنت ابحث عنها ، ولكن إرادة الله تعالى وقدره كانت أقرب وأسرع مني لذلك اللقاء 
فالموت حق لا مفر منه لكل حي على هذه البسيطة فقلت كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). 

لقد ترك الحاج عبادي عاطف  في قلوب أهله وقريته وكل من عرفه أثرا جميلا وقصصا وذكريات في غاية الروعة والصدق والطيبة الخالصة والإنسانية ، 

رحل العم عبادي عاطف وستبقى سمعته الطيبة يتناقلها أبناؤه وبناته وأقاربه وجيرانه ومعارفه ومن زامله ووقف على حقيقة طيبته وتواضعه وإنسانيته وحياته العطرة وأخلاقه العالية وعفته ونزاهته ، وبشاشة وجهه وكرم نفسه وطيب قلبه ، 

نسأل الله تعالى أن يتقمده  بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
من/الباركي الكلدي