كريتر سكاي /خاص
قال الصحفي ماجد زايد من العاصمة صنعاء أن الحوثيين يكسبون الناس عبر القيام بتكريم الموتى.
و أوضح زايد في منشور عبر صفحته الشخصية بفيس بوك رصده محرر كريتر سكاي جاء فيه :
الحركة الحـ وثية تمنح مقاتليها رتبًا عسكرية عليا بعد موتهم، في عملية ممنهجة لإغراء وإستقطاب وتحشيد مقاتلين أكثر صوب معركة مأرب، مراهقين وأطفال صغار يحملون رتبة عميد وعقيد ومساعد أول في صورهم المعلقة في الشوارع، هذا النوع من العبث العسكري المفضوح على مصراعيه دليل إنهيار حقيقي لمنظومة الدولة والإستحقاقات المؤسسية والرسمية في أدنى مستوياتها المتبقية إفتراضيًا وواقعيًا..
يغرون المراهقين المساكين برتب عسكرية لم ينلها أباءهم ولا أجدادهم ولا أحدًا من أقرباءهم، بعدها تعلق صورهم المتوجة بعبارة فخمة من الرتب المهيبة، وبلا إي إستحقاقات مالية، كل المقاتلين بشتى رتبهم العليا والمتوسطة لا يحصلون على أكثر من عشرين الف ريال للشهر الواحد، وبعد موتهم جميعًا، يحالون لمؤسسة الشهداء، كشهداء فقط، لا كعمداء ولا كعقداء ولا كقادة كبار جدًا، ليحصل الشهيد الواحد منهم على ذلك المبلغ الزهيد، دون إهتمام برتبته المهيبة في تلك الصورة الضخمة بشوارع صنعاء..
الحـ وثي لا يهتم بالمسميات والمظاهر، ولا يحتكر الرتب الفارغة من أي إستحقاقات لاحقة، هو لا يريد سوى السلطة والقرار والمال والعبارات الرنانة عن فضيلة وجوده، ليأخذ من شاء المسميات الفاخرة والرتب الرفيعة، لكنه غير مسؤول عن دفع ريال واحد مقابلها، ليأخذها من أرادها مقابل تقديم رأسه ليس الاّ، هذه خلاصة الرتب المهيبة..
لقد صادروا الدولة وحولوها لغنيمة دسمة، غنيمة فيها الكثير من الفتات المتبقي لملايين الفقراء الطامعين والطامحين، أخذ الحـ وثي مع أقرباءه وليمة الدولة وترك فتاتها الزهيد ومسمياتها الفارغة لملايين اليمنيين مقابل حياتهم، هذه الحكاية التراجيدية عن واقعنا ومصيرنا حقيقية بالفعل، وكل يوم تحدث وتتكرر من ثمان سنوات، ومقابلها لا توجد أصوات مغايرة في هذا الوسط المفخخ بالخوف والصمت والهروب..