الدماء والتهجير ليسا حلا في غزة |
إن الحديث عن إمكانية العلاقات وتناميها بين إسرائيل والعالم العربي صار أمراً مستهجناً، بل وساذجاً، ول...
إن الحديث عن إمكانية العلاقات وتناميها بين إسرائيل والعالم العربي صار أمراً مستهجناً، بل وساذجاً، وليس ذلك لأن "حماس" لا تريده أو أنها تعمدت تعطيله، بل لأنه لم يعد واقعياً ولا أخلاقياً ولا مقبولاً، فالجميع يدرك أن الخطوات التي جرت خلال السنوات الأخيرة لم تكن كافية ولا قادرة على المضي قدماً في هذا المسار.
تظهر الحرب الجارية أن السلام الذي تخطط له إسرائيل ليس أكثر من حاجة في فتح أسواق جديدة لمنتجاتها من خلالها توسع نفوذها في الشارع العربي ثم السيطرة عليه، وهو أمر لم تحققه في مصر والأردن على رغم مرور عقود على توقيع اتفاقات سلام معهما، وهي تدرك تماماً أن بوابة السلام الحقيقي لن تمر إلا عبر قيام دولة فلسطينية حقيقية قابلة للحياة والنمو.
كيف يمكن أن يتقبل الضمير الإنساني فهم أن إسرائيل دولة لم يتمكن العالم كله من توقيع عقوبة واحدة عليها إزاء ما ترتكبه من قتل وتدمير وتهجير، وكيف يمكن للعالم أن يظل أسيراً للرواية الإسرائيلية وغير قادر على مغادرتها؟ والإجابة المنطقية هي ما قلته سابقاً إنها دولة تقوم بمهمة محددة ليس للعرب شعوب وحكومات مصلحة في المشاركة فيها. إنها مهمة السيطرة المطلقة على كل مقدرات المنطقة والتحكم في مستقبل شعوبها وحكامها.