المعلم اليمني ... والتهميش المستمر
بالعلم تبني الأمم حضارتها ... وبالعلم... استطاع الإنسان .. اكتشاف الفضاء السحيق .. وبالعلم تحول العا...
مر عام كامل على رحيلك، عمّي الغالي "شمسان الجبزي "، وكأن الزمن قد توقف في لحظة وداعك. سنة مرت، لكنها كانت كالعمر بأسره؛ مليئة بالذكريات، والآلام، والمشاعر التي لا تنتهي. لا تزال صورتك في ذهني، كلماتك، نصائحك، وضحكتك التي كانت تملأ الأجواء بالدفء، كما لو أنك لا تزال معنا.
كان رحيلك خسارة كبيرة لا تُقاس بأي مقياس، فقد كنت أكثر من مجرد عم بالنسبة لي؛ كنت الأب الثاني، المعلم، والمستشار. كنت رمزًا للقوة والحكمة، وملاذًا للأمان في أوقات الشدة. ومع مرور الوقت، اكتشفت أكثر فأكثر كم كان وجودك مهمًا في حياتي وحياة كل من حولك.
ذكريات لا تُنسى
منذ صغري، كنت دائمًا الشخص الذي ألجأ إليه في أوقات الحيرة. كنت تمتلك قدرة عجيبة على الاستماع والتوجيه دون أن تشعرني بأنني بحاجة إلى التبرير. كنت تعرف كيف تزرع فينا الأمل حتى في أصعب اللحظات. كنت أجد في حديثك لمسة من الأمل، وأنت تروي لنا قصصك عن الحياة والنجاح والصبر.
أتذكر كيف كنت دائمًا حريصًا على تعليمنا القيم النبيلة: الأمانة، الصدق، الاجتهاد. وعندما كنت تواجه صعوبات الحياة، كنت تظل ثابتًا، تعطي دائمًا درسًا في الصبر والثبات. لم تكن مجرد كلمات، بل كنت تجسد كل ما تقول.
الأثر الذي تركته
لقد تركت فينا إرثًا عظيمًا، عمّي. لم يكن إرثًا ماديًا فقط، بل إرثًا معنويًا عميقًا. كنت دائمًا تشدد على أهمية العلم والعمل، وعلى قوة الإرادة في مواجهة التحديات. حتى في غيابك، لا تزال كلماتك تتردد في أذهاننا، وتظل توجيهاتك نبراسًا نهتدي به في حياتنا اليومية.
لا يمكننا أن ننسى كيف كنت دائمًا حريصًا على ربطنا بالجذور، والتمسك بالعائلة، وحفظ قيمنا. كانت تجمعنا لحظاتك السعيدة وتوجيهاتك الحكيمة على مائدة العائلة، حيث كنت تخلق جوًا من الحب والوئام بين الجميع.
الفراغ الذي تركته
لكن، مع رحيلك، تركت فراغًا كبيرًا. ليس فقط في حياتي، بل في حياة كل من عرفك. شعور الفقدان لا يمكن وصفه بالكلمات، فهو شعور عميق ومؤلم. ومع مرور الوقت، نتعلم كيف نتعايش مع هذا الفراغ، لكننا لا ننسى أبدًا. فكل زاوية في حياتنا تحمل ذكرى منك، وكل لحظة نقضيها تذكرنا بك.
لكن، رغم الألم، نحاول أن نواصل الحياة، وأن نكون كما كنت ترغب. نعمل بجد، نتمسك بالقيم التي غرستها فينا، ونسعى لتحقيق النجاح الذي كنت دائمًا تؤمن به. إن غيابك لا يعني أن ذكراك قد اختفت، بل على العكس، تزداد قوة مع كل يوم يمر.
رحيلك لم يكن نهاية
لقد علمتنا، عمّي، أن الحياة لا تتوقف عند رحيل أحد، بل هي دورة مستمرة. ورغم أن رحيلك كان صدمة، إلا أن مع مرور هذا العام تعلمنا كيف نحتفظ بك في قلوبنا وفي أفعالنا. تعلمنا أن الحياة تستمر، وأننا يجب أن نعيشها بكل ما فيها من تحديات، وأن نواجه كل صعب برأس مرفوع كما كنت تفعل دائمًا.
أنت لست غائبًا عنا، بل أنت حاضر في كل لحظة، في كل نجاح نحققه، وفي كل خطوة نخطوها نحو المستقبل. نحن نعيش كما علمتنا، نواجه الحياة بكل شجاعة، ونحاول أن نكون أفضل كل يوم.
عام مر على وفاتك، عمّي شمسان الجبزي ، لكن ذكراك باقية في قلوبنا، ولن تغيب عن أذهاننا أبدًا. في كل يوم، نذكرك بالدعاء، ونسعى لتحقيق ما كنت تؤمن به. كنت قدوة لنا، وستظل دائمًا مصدر إلهام وحافز في حياتنا. وها نحن نكمل مسيرتك، نمشي على دربك، وندعو لك بالرحمة والمغفرة في كل لحظة.
رحمك الله، وأسكنك فسيح جناته، وأنت في قلوبنا إلى الأبد.
إن رحيل الأحبة يترك فينا جرحًا عميقًا، ولكن مع مرور الوقت، نصبح أكثر قدرة على تقبّل الحقيقة، والتعامل مع الفقد بأمل ورغبة في جعلهم فخورين بما نصنعه في حياتنا.
الذكرى الأولى لرحيل الفقيد شمسان عبده سعيد الجبزي
الثلاثاء 02 يناير 2024م
الخميس 02 يناير 2025م