القيادي الأكاديمي العميد الركن محمد السعدي يغادر محور أبين

في خضم الأوضاع المتغيرة في محور أبين فوجئ الجميع بزيارة قائد اللواء الثالث دعم وإسناد نبيل المشوشي إلى محور أبين القتالي.

تحمل هذه الزيارة في طياتها الكثير من التساؤلات خصوصًا مع الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة وما يكتنفها من غموض خلف الكواليس

تأتي زيارة المشوشي كخطوة في وقت حرج حيث تتزايد التساؤلات حول مغزاها ومدى تأثيرها على استقرار المنطقة.

تبدو الزيارة كخطوة تمهيدية لتهيئة الأجواء لإجراء تغييرات داخل المنظومة العسكرية خاصةً فيما يتعلق بتعيين المشوشي أركان ألوية الدعم في محور أبين بدلاً من الأكاديمي والعسكري البارز العميد الركن محمد السعدي.

العميد السعدي الذي يُعتبر من القادة العسكريين البارزين في الجنوب يمتلك خبرات واسعة وكفاءة عسكرية تَفوق بكثير ما يمكن أن يقدمه المشوشي الذي يُعرف بأنه أقل مؤهلاً ولا يمتلك التاريخ العسكري الذي يضمنه لهذا المنصب.

هذا التوجه يُثير القلق بين أبناء أبين الذين يرون في هذا القرار جانباً من الإقصاء والتهميش الذي قد يؤثر سلبًا على وحدة وتلاحم النسيج الجنوبي.


فمن غير المنطقي مقارنة السعدي الذي يُعتبر من أبرز القادة العسكريين في الجنوب بالمشوشي الذي يفتقر إلى المؤهلات الأساسية لخدمة هذا المنصب. إن انعدام الكفاءة والخبرة لدى المشوشي يُعتبر عائقًا كبيرًا ويطرح تساؤلات ملحة حول معايير اتخاذ القرار في القيادة.


في ضوء هذه التطورات يُعتبر من الضروري أن تعمل قيادة أبين العسكرية والأمنية والسياسية على توحيد الكلمة والموقف فمحافظة أبين تمثل رقمًا صعبًا يتعذر تجاوزه في ظل هذه العقليات....

يكفي أن يتم تهميش أو إقصاء هذه المحافظة الباسلة التي قدمت الكثير في سبيل الدفاع عن القضايا الوطنية وقدمت أنهار من دماء الشهداء فهي بوابة النصر ومصنع الرجال والقادة السياسيين والعسكريين.

إن الوقت حان لتجاوز الصراعات الداخلية والتركيز على بناء قواسم مشتركة تعزز من وحدة الصف الجنوبي وتساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في أبين التحديات كبيرة ولكنها ليست مستحيلة إذا توحدت الجهود واتحدت الكلمة نحو هدف واحد

لذا يأتي السؤال على طاولة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي هل يُدرك أن هذا القرار سيؤدي إلى تفاعلات سلبية في أوساط المجتمع تشكل تحدياً لمبدأ الوحدة الذي يسعى الجميع للحفاظ عليه؟

بدلاً من تعزيز اللحمة الجنوبية قد تبدو هذه الخطوة عاملاً مُعززًا للانقسام مما يدعو الجميع إلى إعادة التفكير في القرارات التي تتخذ في هذا السياق وتقدير تأثيرها واستقرارها على مستقبل محافظة أبين خاصة والجنوب عامة فالتاريخ وثقته تُظهر أن الاستراتيجيات التي تُعتمد على الإقصاء لا تؤدي إلا إلى مزيد من التحديات والأزمات.