طارق صالح يبارك ذكرى التحرير
هنأ عضو مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية أمير دولة الكويت الشقيقة، بمناسبة اليوم الو...
مع انحسار المعارك في اليمن ,بدأ المدنيين بالهروب إلى مناطق أخرى، قد تبدو آمنة نوعا ما,وفي خضم النزاعات التي أسفرت عنها الحرب، تلجأ النساء اليمنيات إلى تدابير يائسة في محاولة للهروب من الفقر.
رغم مرور ست سنوات على اندلاع الحرب في اليمن ,إلى أنه لاتوجد أي آفاق لإقرار سلام دائم في اليمن ,أدى النزاع إلى نزوح عدد كبير من المدنيين من مناطقهم، وغالبا ماتكون النساء هن الفئة الأكثر تضررا وسط أهوال الحرب .
استطاعت المرأة اليمنية في مخيمات النازحين أن تثبت نفسها, رغم العقبات المتعددة التي واجهتها, فقد شاركت الرجل في اعمال متنوعة, واظهرت امكانيتها في الاستقرار وان تكون جزءا لا يتجزأ من بناء مجتمع صغير وجد نفسه بشكل فجائي في مدينة أخرى.
السيدة نسيبة عبدالباقي المشولي البالغة" 33"عاما, من مديرية الوازعية – محافظة تعز, ام لثلاثة أطفال, نزحت الى منطقة الصبيحة, ثم الى مدينة عدن منذ سنة ,ومنذ تلك اللحظة الى الأن تميزت في قدرتها على إدارة الأزمة,, وأن تقف سندا لأهلها وجميع من نزح معها وتعيش قصة نجاح
تسترجع نسيبة بتأثر بالغ ما عاشته أثناء الحرب وكيف عاشت في كهوف الجبال, عانت هي وأسرتها ويلات الحرب والنزوح.
لم تتخيل "نسيبة" أن تحقق نجاحا كالذي حققته في مجال (الخياطة) ,ولم تكن لديها أدنى فكره عن انها ستكون صاحبة إدارة لمشروع كبير في هذا المجال وهو "مركز تنمية المرأة النازحة "وتشرف على تدريب سيدات يمنيات (نازحات) لمساعدتهن.
تقول نسيبة التي خسرت عملها وبيتها وقررت المغادرة مع زوجها واطفالها الثلاثة.. "جئنا الى منطقة الصبيحة, بسبب الحرب وكان همنا الهروب من الحرب, حاولت أن اعمل بأكثر من مهنة, ولكن بسبب الظروف والاستغلال لم أستطع المتابعة, لأنني كنت اشعر بأنه ليس مجالي الذي أستطيع أن أبدع فيه.
بداية الفكرة
لطالما كانت النجاحات في النهاية تبدأ بفكره صغيرة وتكبر ويكبر معها الأمل وعن بداية فكره مشروعها.. تقول نسيبة: في إحدى المرات كنت في جلسة نسوية مع عدد من نساء المخيم (مخيم الشعب(1 في مديرية البريقة .دار حديث عن أفكار مشاريع قد تساعدنا في مصدر للدخل, عندما كنا نتحدث وبالصدفة إذ بشخص شابا, يشاركنا الحديث قائلا: هل لكم أن تعدون دراسة جدوى عن مشروعكم الذي تتحدثون عنه (الخياطة)؟ حينها فرحت كثيرا وشعرت بأننا سنتوفق وستخف معاناتنا.. تشاركت مع زميلاتي في اعداد دراسة جدوى على الرغم من انها لم تكون الدراسة ممتازة, ولم أكن اعلم كيف تكتب, كنا في عجلة من امرنا خوفا أن يذهب الشخص ولا نستطيع الوصول اليه, وبعد أربعة أشهر جاء الرد من الشاب. وطلب النزول إلى المخيم (الشعب1),من اجل عمل غرف ب (الواح خشبية) حتى نتمكن من بناء مشروعنا الصغير, تم استكمال عمل الغرف الخشبية, وبعد ستة أشهر تم تمديد الكهرباء الى الغرف الخشبية, وبعد أشهر زودت الغرف بمكائن خياطة من فاعل خير, في ذلك الوقت تسامعن النساء عن المشروع. وبالتالي عملت على تجميعهن وكان في البداية منهن 90 امرأة, وبعدها وصل عددهن الى 200 امرأة وشابة. تم تسجيلهن وتقسيمهن للتدريب على أسابيع. كانت النساء يشعرن بفرح وهن يعملون ,, ومنذ الستة الأشهر الأولى من العمل بدأت النساء في الخياطة والتطريز لعملية المرحلة الأخيرة وهي (البيع). تواصل نسيبة: لم نقتصر على الخياطة فقط ,علمتهن على صناعة البخور, والدراسة (محو الأمية)
تنهي نسيبة حديثها معي، "أنا اليوم بمساعدة زوجي وأسرتي ,استطعت أن اساعد النساء اللاتي نزحن, وأن ويكون لهن مصدر مدر للدخل وان تكون المرأة قادرة على العمل في هذه الظروف القاسية".